كيف تتعاقد الأندية مع اللاعبين ؟


 

صفقات مغمورة تحقق نجاحات باهرة وتكتب التاريخ، بعدما واجهتها الجماهير بردود أفعال غاضبة ومحتقنة، بينما على النقيض؛ تجد العديد من الصفقات المكلفة مادياً التي طالبت بها الجماهير، وكانت في إستقبالها في صالات المطارات " تفشل " بشكل مريع،

هل تسألت لماذا ؟ 

الجواب بسيط وهو؛ عدم وجود نظام يتم فيه ادخال حاجة الفريق وقدراته المادية، ليُخرج هذا النظام الحل المناسب " الصفقة الناجحة "

هذا النظام هو : سياسة التعاقد

اسمح لي عزيزي بأن أُشارك معك أهم النقاط التي تقوم عليها هذه السياسة .

تحديد إحتياج الفريق :

ويكون من خلال نقطتين 

  1. تحديد المشكلة 
  2. تحديد طريقة الحل 
ويقصد بالمشكلة؛ الخلل الواقع في المجموعة، سوا كان دفاعي او هجومي او على مستوى تدوير الكرة وتحديد المركز الدقيق للمشكلة، على سبيل المثال؛ فريق يمتلك مهاجم ممتاز تهديفياً يسجل + ٥٠٪ من اهداف الفريق، ولكن لا يزال المعدل التهديفي للفريق منخفض، فهنا تكون المشكلة في تعدد خيارات التسجيل وليست في جودة المهاجم .

وتحديد طريقة الحل يكون : بتحسين المنظومة الهجومية، إما على مستوى الزيادة من العمق او اطراف قادرة على التسجيل؛ حسب امكانيات لاعبي الفريق، فإذا لم تتوفر هذه الامكانيات في اللاعبين يتم تحديد هذا المركز " كمركز احتياج "

عند تحديد مركز الاحتياج يتم الإنتقال للخطوة التالية؛

تحديد الخيارات ودراستها .

هذه الخطوة هي الأطول والاكثر حاجة لوعي مركب ( فنياً، إدارياً، و إقتصادياً ) وشبكة علاقات واسعة مع وكلاء اللاعبين والوسطاء والكشافة « في حال لم يكن للنادي شبكة مستقلة » .

وتقوم على :

  1. تحديد الخصائص « Profiling »
  2. دراسة الخيارات فنياً
  3. دراسة الخيارات نفسياً 
  4. دراسة الخيارات ذهنياً 
  5. دراسة تاريخ الإصابات
  6. التقييم المادي 

ويكون البروفايلنق او التنميط قائم على: تحديد الخصائص المطلوبة ( حسب حاجة الفريق ) في اللاعب المستهدف للتعاقد معه، والخصائص لا تتحدد وفقاً لمركز اللاعب فقط .

فعلى سبيل المثال؛ هناك جناح متميز في صناعة اللعب و آخر متميز في التهديف، مما يعني ان التنميط قائم على تحديد التفاصيل الدقيقة المطلوبة في اللاعب كأن يكون مفيد دفاعياً او يجيد تنفيذ الكرات الثابتة وغير ذلك .

ولا يمكن حصر التنميط في الناحية الفنية فقط؛ فقد يتضمن شروط ذهنية او نفسية او صحية .

اما الدراسة الفنية : فهي مرحلة تحديد توافق اسلوب اللاعب مع اسلوب الفريق، كأن يكون اللاعب يلعب في فريق مماثل لأسلوب وطريقة لعب الفريق، او ان يمتلك اللاعب مقومات تساعد الفريق على تنفيذ اسلوبه؛ حتى لو لم يكن اللاعب في مرحلة توهج او في مستويات متدنية ( بشرط كون انخفاض مستوى اللاعب بسبب اسلوب فريقه المتعارض مع امكانياته ) .

بعد الإنتهاء من مرحلة الدراسة الفنية ننتقل الى الدراسة النفسية : وهي المرحلة التي يتم فيها مراقبة وتحليل تصرفات اللاعب على مختلف المستويات التي يمكن مراقبتها؛ للتأكد من الثبات الإنفعالي للاعب وسلامته النفسية والعقلية، وهذه المرحلة لا يجب الوصول فيها للكمال، لكن يجب ان لا تصل لحد ادنى يخل بالأداب العامة ويؤثر على نتائج النادي وسمعته .

ثم يأتي بعد ذلك الدراسة الذهنية : وهي دراسة تشتمل على العديد من العوامل ( التأسيس، الخلفية الرياضية، التجارب السابقة،،، ) هذه العوامل تؤثر على خيارات اللاعب داخل ارضية الملعب وانفعالاته بشكل كبير؛ لأن اللاعب المُؤَسس على مستوى عالي يستطيع السيطرة على غريزة اللاعب الأناني، والبحث عن الخيارات الافضل لتحقيق الفوز لفريقه، كما تمكنه من تقييم مستوى أهمية الهجمة سوى كانت لمصلحته او مصلحة الخصم، وإتخاذ القرار المناسب للتعامل معها ( فاول تكتيكي، تغطية، تدخل...تسديد، مراوغة، تمرير ) .

كذلك من الضروري التركيز على خلفية اللاعب الرياضية وتجاربه السابقة؛ خصوصاً اذا كان سينتقل لنادي بثقافة مختلفة، لأنه يصعب مثلاً على لاعبي اندية ذيل ومتوسط الجدول إعادة ترتيب أولوياتهم، ووضع "الانتصار والانتصار فقط" بدلاً من "الخروج بأقل الأضرار" .

دور دراسة تاريخ الإصابات مهم جداً بحكم كون اللاعب استثمار للنادي، فمن الضروري التأكد من سلامة اللاعب من اي اصابات مزمنة او حالة مرضية تشكل تهديد للرياضي المحترف - لا سمح الله -

وقد يتطرف البعض في دراسة فيزيائية اللاعب في الحركة ونسق ورتم ركضه بالكرة وبدونها، او يدرس الإصابات الطبيعية السابقة للاعب لتشكيل تصور عن اخطاء في الإلتحام، او في طريقة السقوط بعد الإحتكاك لتجنبه مستقبلاً ( كما حصل مع اداما تراوري وطبيب نادي وولفرهامبتون الإنجليزي بعدما وضع زيت الأطفال على ذراعي اللاعب لمنع المدافعين من الإمساك بهما نظير تكرار اصابة اللاعب بهذا الشكل ) .

اخيراً التقييم المادي وهو قائم على عوامل عدة مثل ( مستوى اللاعب، عمره، ندرة اللاعبين في مركزه، الحالة المادية للنادي البائع والمشتري، جنسية اللاعب، الدوري الذي يلعب فيه، حالة اللاعب مع منتخب بلاده، مستوى الطلب على اللاعب، مدة عقده، الخ..)

ومما يدخل في جانب التقييم المادي؛ تحديد السوق المستهدف للبحث، لحصر الخيارات وتقليل هدر مجهودات كوادر البحث والمراقبة .

مع ذلك ترا ممكن تفشل الصفقة (: 

في الختام شاكر لك وصولك لهذا السطر، و ارجو انك استمتعت على الأقل اذا لم تستفد .

أكرر شكري ونلقاكم بإذن الله 3>  .


By : @viM8rod on Twitter 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صراع ملعب الجامعة، وسباق الخيل والهجن .

• الأزمة الحقيقة في الهلال .