كيف أستعاد الهلال مجده الأسيوي، ومتى إنطلقت الرحلة ؟



سؤال راودني صباح الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي ، صبيحة تحقيق الهلال لبطولة دوري أبطال آسيا ؛ بعدما إسترجعت بذاكرتي ما حدث في ٢٠١٤ و ٢٠١٧ وتقارب الأجيال ووجود بعض الأسماء في تلك الفترات،

 

كيف تجاوزوا مرحلة الخيبة والإحباط وعادوا مرةً أخرى، وكيف تجاوزوا إهتزاز الثقة بالنفس بعد المرة الثانية ؟

 

هل هذه الهزائم غير المستحقة والظروف القهرية كانت سبب لوصول اللاعبين لهذا الكمال الذهني / النفسي ؟

 

كيف أعدت الظروف الهلال للعودة بهذه الجسارة والقوة لإنتزاع البطولة وإهانة أبطال القارة ليثبت أحقيته بالزعامة ؟


وفي محاولة للإجابة عن هذه الاسئلة عدت بالذاكرة للنقطة التي أظن أنها محطة البداية الحقيقية لهذا الجيل :

 

  • سامي الجابر مدرباً ٢٠١٣/١٤ م

سيتكرر اسم سامي الجابر كثيراً في محطات هذه الرحلة رُغماً عن الجميع ؛ سواء كنت مقتنعاً أم لا فهذا الرجل صنع الفريق الذي وصل نهائي ٢٠١٤ وجهزه للعودة في ٢٠١٧ ثم عاد ليُّدعِمه وينهي بعض الرتوش قبل رحلة آسيا ٢٠١٩ .

 

*وجود اسم سامي في أي فترة لم يكن متواجد فيها صورياً هو مجرد إستمرار لتأثيرعمله لا يصادر مجهود او حق أي شخص كان على رأس الهرم فترة الإنجاز او الإخفاق بل هو مجرد إنصاف من وجهة نظري الشخصية*

 

بدأت فترة سامي بشكل دراماتيكي، حالم، متخوف سمِّها ما شئت لأنها فعلاً كانت تجربة غامضة، ربما لم تكن ناجحة على صعيد الأبهار التكتيكي/ الفني كمدرب لكنها كانت ناجحة جداً إدارياً ؛ حيثُ نجح سامي في التخلص من بعض "العالات" في الفريق مثل ( مع كامل الإحترام ) :

 

  • ماجد المرشدي 
  • حسن خيرات 
  • عبدالقادر منقان
  • يو بيونغ سو 
  • جوستاڤو بوليڤار
  • محمد نامي 

 

مع مراهنته على الشباب الذين أصبحوا القوام الأساسي للفريق اليوم مثل :

 

  • سلمان الفرج
  • ياسر الشهراني
  • سالم الدوسري
  • وللأسف عبدالله السديري الذي لم يستمر إبداعه طويلاً

 

وتدعيم الفريق بلاعبين كان لهم تأثير فني ونفسي كبير على مسيرة الشباب حتى اليوم مثل :

 

  • ناصر الشمراني
  • سعود كريري
  • تياقو نيفيز 
  • ديقاو
  • كواك تاي هي

 

ذكرنا لحركة التصعيد والانتقالات ليس لإستعراض قدرات سامي الجابر او إدارة بن مساعد في المفاوضات ؛ بل لشرح بداية التأسيس لما أُحب تسمية مرحلة سامي الجابر به :

 

  •  معسكر إعداد جيل الهلال الحالي :-

 

كان هذا الإعداد والصقل النفسي والذهني للشباب بعتبر مرحلة أولى بوجود النجوم الكبار والرموز في تاريخ الكرة السعودية مثل : ياسر القحطاني، محمد الشلهوب، ناصر الشمراني، سعود كريري، تياقو نيفيز وعلى رأس هذه الكوكبة من "دكاترة" الكورة المدرب نفسه ، فلا ننسى إن سامي الجابر هو اسطورة من اساطير الملاعب السعودية والهلال قبل كونه مدرب، فوجوده بهذا القدر من النضج والخبرة بين لاعبين شباب كمدرب، يهدم حواجز كبيرة بين المدرب واللاعب ويساعد على ضخ كمية كبيرة من الحماس والروح والإلتزام .

ولكن للأسف لم يكتب لسامي الاستمرار في مغامرته، و تم تعيين الروماني ريجيكامب في الموسم التالي مدرباً للفريق ليستكمل الرحلة الاسيوية التي انتهت بنهاية مأساوية امام سيدني الأسترالي .

 

  • جورجيوس دونيس ٢٠١٤/١٥ م

 

وقد نعتبر هذه المرحلة امتداداً لوصفنا لفترة سامي ب :

 

  • دورة تطبيقيه حول التعايش مع الضغط :-

 

بعد الضغط الجماهيري على إدارة بن مساعد تم تعيين اليوناني بديلاً لريجيكامب وتسليم الإدارة لمحمد الحميداني ، كانت مرحلة صعبة على الجميع خصوصاً على اللاعبين؛ حيث كان اليوناني ينتهج تشكيل وطريقة لعب غريبة على المملكة وحتى المنطقة بوجود ليبرو وتقدم للاظهرة وتوظيف سالم ونواف تحت المهاجم بادوار دفاعية صارمة، ووجود الفرج في منتصف ميدان ثنائي وبعض الأحيان بمفرده وتوظيفه على الطرف الايسر، مما حسن قابلية  اللاعبين في التكيف التكتيكي :

 

  • سالم الدوسري دفاعياً 
  • ياسر الشهراني هجوميا 
  • سلمان الفرج فنياً وذهنياً 

وجميعهم استفادوا بدنياً نظراً للتدريبات اللياقية التي يتطلبها تطبيق الأسلوب .

 

 

  • رامون دايز ٢٠١٦/١٨ م

 

وافضل تسميتها ب :

 

  • ثورة رامون والاختبار الحقيقي :-

 

مثل ما طورت فترة دونيس الجانب التكتيكي والدفاعي، طور رامون دياز لاعبيه خلال فترته على جميع الأصعدة خصوصاً تكنيكياً ونفسياً ؛ حيث اسهم في تطوير احد اهم نجوم هذا الجيل هجومياً ( سالم )، بعد ما تعرض له من حملات مثل حملة "حس" ودافع عنه امام وسائل الاعلام والجماهير مما جعلنا نشاهد في نهايات فترة دياز سالم الدوسري تصنيفه جماهيرياً كأجنبي ثامن !

كما لا ننسى اعتماده على عبدالله عطيف بعدما كان زائد عن الحاجة وسمح بتكون رابط لا يزال مستمراً الى الان في الهلال (عطيف، سلمان)، وحسّن من قدراتهم في التحكم بالملعب .

عودةً للفريق ككل ، فلقد كان هلال دياز غير قابل للإنكسار قد يهزم نعم او يتعثر لكن قل ما تجد الهلال في تلك الفترة منكسراً نفسياً كان الهلال يلعب كل مباراة في تلك الفترة بهيمنة قوية جداً حتى رحلة اليابان التي ذهب فيها رامون دياز ولم يعد احبط الفريق في تلك الفترة ولكن العجيب ان ذلك الإحباط لم يكن مثل ٢٠١٤ !؟ وكأن اللاعبين الذين عاصروا  هزيمة سيدني تقبلوا الهزيمة و امتصوا الصدمة عن زملائهم !

 

  • سامي الجابر رئيساً للهلال ٢٠١٨ م  

 

  • العودة لإستكمال المشروع :-

 

عاد سامي الجابر وفي فترة وجيزة استطاع انهاء معاناة الهلال في مركز رأس الحربة وقدم الهدية الثمينة لجمهور الهلال ( اندرية كاريللو ) واستقطب احد افضل مدربي العالم للمنطقة، وللأسف تكررت الصدمة وتم ابعاد سامي !

 

  • زوران ماميتش مدرباً ومحمد بن فيصل رئيساً ٢٠١٨ م

 

  • الرصاصة الفضية التي أُريد بها الموت وهي الدواء :-

 

نعم ما تقرأه صحيح، ولا لست اعاني من أي اختلالات عقلية .

كانت تلك الفترة وبعيداً عن كواليسها  بمثابة كلمة السر لفك منعة البطولة الاسيوية ( لا تقفل الصفحة .. كمل )

ففي تلك الفترة تعرض الهلال لعديد النكسات، خسر الهلال ٥ بطولات في الخواتيم وتمت إهانته بنتيجة تاريخية من نادي متوسط، واستشعر الجمهور المؤامرة وبدأ الخوف يتملكهم ولكن ولله الحمد عاد الاستقرار ومع بقايا تلك المرحلة المظلمة ، اصبح اللاعبون بأبسط عبارة ( لا يخافون الهزيمة ! ) زادت رغبة الفوز وتحول الخوف من الهزيمة الى كره لها، ونفسياً وبديهياً في حال لم تكن خائفاً من الفشل فقد تسلك طرق جديدة تؤدي الى النجاح بشكل اسرع وهذا ما حدث .

 

  • رازافان لوتشيسكو مدرباً ٢٠١٩/٢٠ م

 

  • الرهان الناجح على المنطق :-

 

راهن الأمير فهد بن محمد ( هو صاحب قرار تعيين لوتشيسكو مدرباً للفريق بحكم عمله في اللجنة الفنية حسب الاخبار ) على الحصان الرابح، وكان الاختيار منطقي ومتعقل ومتوافق مع الإمكانيات ( تماماً مثل اختيار هيون بتوصية من كواك تاي هي ) ،اختيارات كان الهدف منها خدمة الأسلوب المستمر في الفريق وليس إعادة تشكيل أسلوب جديد عليه .

 

و ذكر هذه النقاط تحديداً ليس اختزالاً للفضل للامير فهد بن محمد، او إقصاءً لما قدمه الرئيس فهد بن نافل ولا الأمير الوليد بن طلال ولا أي شخص خدم الهلال ؛ لان ما قدمه هؤلاء الرجال معروف وواضح ولا يحتاج لشهادتي او شهادة اياً كان، ولكن مجرد تسليط للضوء على بعض الرجال المنكر حقهم ( سامي الجابر ) او المتوارين عن الأنظار برغبة شخصية منهم ( الأمير فهد بن محمد ) .

 

ختاماً اعتذر عن الإطالة ولا أتوقع وصول أي شخص الى هذا السطر؛ بسبب طول المنشور وتواتر السرد التاريخي الذي قد يكون ممل بشكل فضيع ،

 

ولكن كان هذا التساؤل يراودني كما ذكرت منذ أشهر وحبيت اطرح رأيي حياله للنشر عشان اشوف هل فيه شخص يوافقني الرأي او يكون عنده وجهة نظر أكثر منطقية شاكر لكم ♥️

 

By : @viM8ROD

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تتعاقد الأندية مع اللاعبين ؟

صراع ملعب الجامعة، وسباق الخيل والهجن .

• الأزمة الحقيقة في الهلال .