صراع ملعب الجامعة، وسباق الخيل والهجن .

استمراراً لما تحدثت به الجماهير الهلالية حول تخاذل او إفلاس إدارة فهد بن نافل في الجانب التعاقدي وتدعيم الفريق باللاعبين؛ اصبحت الجماهير تطالب وتحدد الرغبات التعاقدية خلال فترة حساسة، وبدون أدنى معيار لهذه الرغبات " اللهم شوفوا النصر وقع " .
وهذا الشيء لا يمكن وضعه كمعيار تعاقدي او تنافسي؛ فالفريق الهلالي تم بناءه على ٧ مواسم او اكثر، وهو اشد ترابطاً وتكاملاً في المراكز بعكس النصر؛ الذي أسس قواعد فريقه الحالي في آخر موسمين، والذي يعاني في عدة مراكز مهمة مثل الأظهرة وخط الوسط .
مما يسهل استنتاج ان : الهلال هو " الهجن " والنصر هو " الخيل "
أي ان الهلال لا يحتاج للسرعة ليلحق بالمقدمة، بل النصر هو من يحتاج .
والسبب هو : وجود الهلال في المقدمة فعلياً، وكل ما يحتاجه الهلال هو الثبات؛ لان زيادة السرعة تنهك " الهجن " وتحدد المنافسة في إطارها فقط ( سباق مسافات قصيرة ) والذي تتفوق فيه " الخيل " .
لكن اذا نجح الهلال في جعل المنافسة منافسة " نفس طويل " فهو المنتصر بكل تأكيد .
والهلال يعتبر الرائد إدارياً في هذه المدرسة " الحفاظ على الخطوات الثابتة والنفس الطويل " فالأهم فيها هو الحفاظ على التوازن الداخلي مالياً وفنياً، وعدم الدخول في المزايدات المالية غير الضرورية لأن؛
كثرة التعاقدات = عدم الاستقرار الفني
زياد المصاريف = عدم الاستقرار المادي ( الإداري )
مما يوازن الكفتين بين الهلال والنصر، بل يجعل النصر يحقق هدفه " نجاح قصير المدى "
وللتعمق اكثر فلنطرح أمثلة على المزايدات غير المجدية :
مثل/
ملعب جامعة الملك سعود الذي دخل الهلال مناقصته ضد خصم سيدفع قيمة تفوق قيمة إنشاء الملعب مقابل إيجار ١٠ سنوات !
بزيادة عن عقد الهلال السابق مع صلة ( الطرف الثالث بين الهلال والجامعة )، بنسبة ١٦٥٦.٢٥٪ !!
* علماً بأن عقد الهلال السابق يقدر ب١٦ مليون ريال و عرض شركة الوسائل ٢٦٥ مليون ريال .
فهل من العقلاني دخول مثل هذه المزايدات التي تهدد إستقرار الفريق لمجرد ( عشان النصر ما يأخذ الملعب ) ؟
بينما الهلال يمتلك حلول مجدية أكثر، بتكاليف مقاربة، ونسبة تملك كاملة !
مثل إستثمارات القطاع الخاص .
وعودةً لنقطة الإنفاق والتعاقدات؛ هناك نقطة مهمة يغفلها الجميع وهي :
- تقييم الحاجة الفنية في التعاقدات :
التي تكون بناءً على نظرة المدرب لنواقص الفريق وليس على حسب المتوفر في السوق "الصيدة "، او حتى حسب مركز اللاعب لأن الحاجة هي لخصائص اللاعب .
فمجازاً لو أمتلك ( قلب دفاع ) الخصائص التي يراها المدرب ضرورية في ( لاعب الجناح ) في فريقه فهو أمر طبيعي .
فقد تجد لاعبين بنفس العمر والمركز والقيمة والبنية الجسمانية والتأسيس لكن احدهم "هداف" والأخر "خلاق" اكثر .
للتوضيح مثلاً /
مركز المهاجم المحلي، في الموسم الماضي كانت جماهير الهلال تضع في حساباتها ( كمارا و ادم ) فقط .
وتنتقد مجرد التفكير في التعاقد مع صالح الشهري، والسبب في نظرهم الزخم الإعلامي مع ان خصائص الشهري هي الأنسب للفريق وتجربته كمحترف أفضل من البقية .
لذلك الأهم دائماً تحقيق " الحاجة " وليس تحقيق " الرغبة " .
لكن السؤال : ماهي الفائدة من هذه التنازلات ؟ هل الإستقرار الفني والإداري أهم من المنافسة ؟
هذه الأسئلة هي جوهر إنزعاج الجمهور الهلالي، والذي يفترض بهم ان يكونوا اكثر الجماهير إلماماً بهذه المسئلة .
- الإستقرار المادي ( الإداري ) :
- أهميته وعوائده على الفريق .
- كيفية تحقيقه ؟
يسهم إستقرار الحالة المادية لأي إدارة في مختلف المجالات في :
- ترتيب الإلتزامات المالية، ( رواتب، مستحقات، ديون ...الخ ) .
- توفير البيئة المثالية للنجاح، من خلال توفير إحتياجات الجهاز الفني او الطبي بما يسهم في تحسين المستوى الفني او البدني للاعبين، وصرف الرواتب بشكل منتظم .
2:
يتحقق الإستقرار المالي بتجنب مزايدات الأندية عبر :
- الإعتماد على الفئات السنية ( التصعيد ) .
- إيجاد البدائل المناسبة لحاجة الفريق الفنية بأسعار معقولة .
فيجب على الجميع الإلتفاف حول الفريق في هذه الفترة الحساسة؛ التي تعد كل مباراة فيها مباراةً نهائية، وعدم الإنقياد خلف التوجيه الإعلامي النصراوي لإخراج الفريق من تركيزه ولعب المباريات النفسية، التي لا يجيدها الهلال .
وجعل الإدارة تعمل على ما تراه من مصلحة الفريق، خصوصاً مع تغير معايير المنافسة وتضخم السوق وفي ذات الوقت لا ينقص الفريق سواء بعض الإضافات الإحتياطية الثانوية هذا الموسم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
By : @viM8ROD
تعليقات
إرسال تعليق